ترحل الأيام ..ويمضى الزمان ..وعيون
الذكريات ..لاتنام
تحتار النظرات ..تسرح فى الخيال
..تتامل مافات
ومافات ..باق حتى الممات
تدوى الحقيقة ..تعلن ..رحيل العصفور
شريدآ
والرحيل أدمى القلب كسيرآ
والرحيل لم يسبقه استعداد.. فكان بلا
زاد أو زواد
العصفور لم يتعود السفر أو الرحيل أو
ترك المكان .
العصفور له جناحان ..لكن لم يطلق لهما
العنان .
فتحور الجناحان الى قلم وريشة.
ترك العصفور الحديقة وبيت الطيور ..
حاول أن يطير ..تكسرت الريشة والقلم
..
وأصبح العصفور بلا جناحان وبلا ريشة
وقلم..
نظر العصفور حواليه ..أحس بالصقور
والغربان ..
حاول أن يهرب أو يطير أو يعود أو يرسل
باستغاثة
زحف بعيدآ عن أعين المتربصين ..
حاولوا افتراسه ..زحف كثيرآ وعانى
كثيرآ .ونزف كثيرآ
خبأته الشجرة فى أغصانها وغطته
بأوراقها ..وأسدل الليل عليه عباءةالظلام
ونام حتى الصباح ..
وأرسلت الشمس له شعاعآ عبر الغصون
..فاستيقظ العصفور وخط استغاثته على ورق الشجر ..ليحمله الرياح الى الفارس ..صاحب
العصفور الذى مازال قلبه منفطرآ على رحيل العصفور ..حطت الرياح بأوراق الشجر فى
حجر الفارس ..فيتأملها .ويركض ..يركض حاملآ قلبه الكسير بين جنباته ..وبيده صندوق
صغير ..
ويصل الفارس حيث العصفور ..فتهرب
الصقور والغربان ..ويحمل العصفور بين كفيه ..فيداوى جراحه ويتماثل العصفور للشفاء
ويسترد عافيته
ويفتح الفارس الصندوق فيخرج الجناحان
ويمنحهما للعصفور ..ويدعوه للاختيار ..بين العيش فى حديقته ..أو التحليق بجناحيه
فى الأفاق
فيحلق العصفور ويطلق العنان لجناحيه ..ويغيب
بعيدآ بعيدآ ..ثم يعود
يعود بعد أن أدرك أن الحرية فى هذا
الزمن ..لابد لها من فارس يحميها .